كيف تحول فكرة لمشروع ناجح وضخم ؟ بعد قراءة هذا المقال سوف تكون قادرًا على تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة وكيف تحول فكرتك إلى مشروع ناجح.
والآن اخبرني؛ هل خطر في بالك يومًا وأنت تشاهد فيلمًا قديمًا أو تسمع أغنية قديمة؟ كم من الوقت استغرقت حتى وصلت إلى هذا النجاح؟! أو أنك حين فتحت هاتفك وقائمة أغانيك واخترت سماعها؟ هل فكرت ما الذي جعلها تصمد خلال تلك السنوات وتمر عبر الأجيال وتقف أمامك؟ ما الذي حملته كلماتها؟ ما هي الغاية من الفيلم؟ كيف تم إخراجه وإنتاجه؟ لماذا يعرض على التلفاز بين الفينة والأخرى؟ ما هو مدى الإبداع الذي وضعه الممثلون فيه؟ ما مدى إخلاصهم في العمل؟ والأهم… ما هي الطريقة التي تم إنتاج العمل فيها؟ إجابات هذه الأسئلة كلها تمت في العمل الجاد وامتلاك الأدوات اللازمة. ستتعلم في هذا المقال كيفية تحويل أبسط الأفكار لعمل ضخم سرمديّ، أي دائمٌ للأبد.
ثق بنفسك!
حتى تكون عظيمًا، عليك أن تقوم بعمل عظيم، تضع فيه طاقتك وتؤمن فيه. وهذا لن يكون سهلاً. عليك أن تبدأ في الوقت الصحيح وبشكل صحيح. لكننا نأخذ وقتًا حتى ندرك أن هذا شيء سينجح بهذه الطريقة، إن لم يكن الحظ حليفنا في العمل.
لا أحد ينكر أن الحظ عامل أساسي يحل محل الانزيمات في العمليات البيولوجية داخل الجسم، التي بدورها تساهم في تسريع التفاعلات وتسريع إنجاز الأعمال. فالأمر موازٍ في عالم الأعمال. عليك أن تلتزم بالفكرة نفسها من البداية، وبأن النجاح يحتاج التزامًا تامًا حتى يتحقق. قبل أن تفعل أي شيء في حياتك، عليك أن تتوقف لبرهة وتسأل نفسك سؤالًا مهمًا: لماذا علي أن أفعل ذلك؟ كيف لك أن تصنع شيئًا عظيمًا دون رغبتك في إنجازه، أو إيمانك القليل فيه، أو دون وجود حاجة واضحة له؟
عليك أن تدرك أنك بحاجة للقيام بهذا الفعل حتى تحقق أولى معايير الإبداع السرمديّ طويل الأمد. يمكن أن يكون الهدف والغرض أي شيء في العالم: موقفًا، أو شعورًا مؤلمًا، أو سعيدًا، أو رغبة في تأريخ حدث ما. لا يهم السبب بقدر أهمية وجوده، يجب أن ينبع من داخلك بقوة غريبة تدفعك كلما واجهتك شيءٌ أوقفك، حتى تذكرك بأن كل شيء ممكن.
تعلَّم التحدي!
في كل صباح تشرق فيه الشمس، نستيقظ فاتحين أبواب الحياة لأنفسنا. نحن نقبل بالتحدي، فكل ما نواجه في الحياة هو تحدي: الاختبارات الجامعية، العلاقات الاجتماعية، والقدر، مثلاً. كما علينا أن نستيقظ مُتقبلين فكرة الخطر، وفكرة وجود الربح والخسارة، وفكرة أننا يمكن أن ننهي اليوم بدون أي إنجاز صغير، وإننا على صعيدٍ آخر قد نربح جائزة في مسابقة ما.
اختيارنا الاستيقاظ والتضحية الأولى التي نفعلها خلال اليوم. التضحية في اللغة هي بذل شيء دون مقابل. يجب أن نسأل أنفسنا عن الشيء الذي سنضحي من أجله، وسنبذل طاقتنا من أجله، عن قدرتنا على التخلي عن شيء ما موجود في حياتنا. ربما تكون أشياء صغيرة، الشيء العظيم يحتاج تضحيةً عظيمة حتمًا. إذا لم تحدث تلك التضحية، فإن الجميع قادرون على فعل نفس الشيء. تخيل أن الجميع يمكنهم الحصول على مرتبة الشرف في الدفعة الجامعية بدون أي مجهود أو استغلال أمثل للوقت، وأي وعكة صحية تحدث خلال الامتحانات. أيعقل أن الجامعة ستكرم كل دفعة على أنها في المرتبة الأولى؟!
في المحصلة، حتى تتعلَّم كيف تحول فكرة لمشروع ناجح عليك أن تستعد لتلبية مطالب هائلة في سبيل تحقيق عمل سرمدي.
اقرأ أيضًا: كيف أبتكر فكرة وأستغلها
أنت فريد بكل شيئ!
كي تعرف كيف تحول فكرة لمشروع ناجح ، يجب أولا أن تدرك أنه ليس من واجبك أن تكون عبقريًا في شيء ما حتى تصنع عملاً خرافيًا فيه. الأهم من الذكاء والشغف ووجود الهدف، توافر الإمكانيات والكثير من المتعة التي تحول اللحظات المُملة إلى لحظاتٍ سعيدة جدًا. بعض الذكاء يضيف لمسته الخاصة، لأنه سيجد الحل والضوء الخافت وسط العتمة. تذكر أيضًا أنك تستطيع اكتساب المهارات بالتعلُّم بعيدًا عن وجود الموهبة التي أعطاها وأهداها الله لك. تستطيع أن تصير رسامًا إذا واصلت التدريب يوميًا.
تمرين وتدريب العقل مهم جدًا، حتى لو أن الشخص الذكي لم يستعمل ذكائه، فإنه سيندثر أو ربما يتضاءل تدريجيًا، أو يتم تجميده لحين استخدامه مرة أخرى. ثم إن فعل الكثير مرة واحدة قد يكون أثره سلبيًا. احتفظ بالكثير واظهر القليل كل مرة، حتى تجد ما تقدمه للناس كل مرة…
هنالك شيء مهم عليك تذكره، لا أحد يفكر مثلك في كل هذا العالم. قد تتشابه الأفكار الرئيسية، لكن التفاصيل تختلف وبشكل قطعيّ. يرجع ذلك إلى اختلاف البيئات واختلاف المواقف التي يتعرض لها كل منا. لذا، لا أحد في الأصل يتوقع ما هي خطوتك القادمة. هذا أمر حتميّ. لكنك إذا أردت الحفاظ عليه، فعليك إعطاء جزء في كل مرة، حتى تنشئ وتكوِّن جمهورًا ينتظر خروجك إلى المسرح دائمًا، ويصفق لك كلما أدرت ظهرك… شاكرًا إياك على العمل العظيم الذي قدمته.
اقضِ وقتًا ممتعًا حتى تصبح مهووسًا
تتزاحم الأفكار في رؤوسنا في كل وقت وربما تتناقض أحيانًا. قد نجد هذا الأمر مُزعِجًا أحيانًا وجالبًا للصداع أحيانًا أخرى. لكن الرائع في الأمر أن هذه مرحلة أساسية في إنشاء العمل الإبداعي. يكمن ذلك في قدرتنا على فك النزاع بين هذه الأفكار وتنظيمها شيئًا فشيئًا، حتى تأخذ مساحتها الخاصة وتأخذ مساحتك أنت كذلك في تحديد أي الأفكار أفضل لتأخذها على محمل الجد، تؤمن بها، وتصبح مهووسًا فيها وفي صقلها حتى تصبح أفضل.
تخيل أنك تعمل لمدة 10 ساعات يوميًا في نفس المكان وعلى نفس الهيئة. تستيقظ صباحًا وترتدي ملابسك المُعتادة، وتجلس وراء المكتب لترد على الاتصالات كل يوم، بدون وجود أي متعة في الرد على الناس والاستماع لضجرهم المستاء على الخدمة. لا حد يتصل شاكرًا.
تخيَّل أن المتعة ليس لها أي مكان في عملك. فما الخطوة القادمة في تطوير العمل وزيادة الإنتاجية؟! إنه في الحقيقة يعني التعاسة ومواجهة الضغوطات في العمل التي يصل تأثيرها إلى تدمير العلاقات الأسرية مثلاً، ومنه ينتشر التأثير السلبي على كل مجالات الحياة.
تُعد المتعة خلال العمل سببًا رئيسًا في تحقيق نجاح في الشيء الذي تقوم به. لا أحد يكتب رواية لا يستمتع في كتابتها. الأصدقاء والزملاء يضيفون دائمًا بصمتهم في الحياة. الصداقات في مكان العمل تجعل الوقت يمر سريعًا، والأصدقاء الذين يستقبلون شكواك بعد يوم طويل يجعلونك قادرًا على تحمل اليوم التالي. عليك أن تستمتع، وأن تجد طريقًا لتحقيق المتعة حتى تحقق تواجدًا أطول.
التفت للآخرين ثم تجاهلهم
تذكر أولًا أن العمل العظيم لا يبدو عظيمًا في البداية، إنما بعد محاولاتٍ متكررةٍ من التحسين والتطوير والنظر من الزوايا المختلفة للحصول على الشكل الأمثل للعمل. ثم تذكر أنه عليك أن تكون مُنفتحًا على التعليقات التي تصلك بكل صدر رحب.
أما عند انتهائك من استقبال التعليقات والنظر إليها، فإنك في النهاية ستصل إلى منتجٍ جيدٍ جدًا. على الأقل هذا ما يفتح أمامك بابًا آخر لصنع شيء رائع. يجب عليك رفع سقف الطموحات كلما وصلت إلى واحدة منها.
ولكن علينا التأمل في مقولة: “المُلتفت لا يصل بين الفينة والأخرى”. فالأسد يصطاد الغزال بالرغم من سرعة الغزال، لأن الأسد يستطيع تركيز نظره على فريسته. أما التشتت الذي يمارسه الغزال في النظر يمينًا ويسارًا في كل لحظة خوفًا من الموت، يجعله أبطأ قليلًا. لكن هذا التباطؤ يجعله فريسة سهلة.
لذا ، كي تعرف كيف تحول فكرة لمشروع ناجح ، عليك أن تتجاهل كل ما يجري ويحدث حولك. خُذ المعطيات، ثم ضعها أمامك، ثم خطط لعملك بناءً عليها. ولكن لا تشغل بالك كيف تطورت تلك المعطيات. دائمًا انشغل فيما يعنيك في البداية وتجاهل الآخرين. هم لا يصنعون أفضل شيء في الحياة. دائمًا يوجد شيء أفضل سيتم صنعه اليوم أو غدًا. هذا ما يهم.
احذر فوات الأوان!
لا يكتفي الفنان بمسرحية واحدة رائعة، ويجد نصًا آخر يشبه نص المسرحية الأولى أو يكون مُنافسًا له. ثم تكراره في سبيل صنع الإرث الفني، العظماء قليلون، لأن أغلبنا يصل إلى المرحلة الأولى في صناعة الإبداع السرمديّ، ثم يتوقف مُكتفيًا بالهدية التي قدمها الله له، بدون محاولة إثبات واحدة أنه يستطيع تقديم شيئًا آخر إلى العالم، مع قناعته بأن تلك المسرحية ستُخلَّد وستبقى ذكرى في عالم الفن.
لكن الحقيقة أن عظمتها حين يتم تنفيذها وتمثيلها ليست كافية أبدًا، لأن المنافسة موجودة والعديد من المسرحيات تقام يوميًا. لذا، عليك أن تثبت نفسك وتستمر في عمل ما تحب كل يوم. لأن تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة يتطلب ذلك.
ثم إن وجود العيوب أمر لا نقاش فيه في المرة الأولى، وحتى في المرة الثانية. الأمر يحتاج الكثير من المرات حتى يأخذ أقرب شكل للكمال. وحتى بعد أن تنتهي من الجزء الأكبر، عليك مراجعة ما قمت به في سبيل التحسين والتطوير، ولا تخف من التراجع. لا أحد يهتم بما تفعله باستثنائك أنت. جرب واسأل نفسك عن سبب قيامك بهذه الجزئية أو ما الذي تحتاجه لجعل عملك يسير بشكل أفضل. إنها الرؤية الموضوعية للأمور، فهي مفيدة جدًا. ستجد من خلالها أنك تراجع نفسك، مثلاً كأن تسأل: لو فعلت هذا أفضل من ذاك؟ لو كنت قمت بهذا وذاك؟ وبهذا فإنك تدعو الأمور لأن تسلك منحنًا آخر، جديدًا.
نافس بكل قوتك!
بعد تحديد فكرتك، عليك الترويج لها. فالأعمال العظيمة يموت أصحابها، لكن أفكارهم لا تموت، فهي تنتقل عبر الأجيال. أيّ أن الفكرة روجت لنفسها بنفسها. يجدر بالذكر أن الفكرة العظيمة أو الفيلم العظيم، مثلاً، لم يكن غامضًا للدرجة التي لم يفهمها أحد. كان المخرج وكاتب النص وطاقم العمل واضحين في المبادئ التي أقام عليها العمل، وضعوا شخصياتهم بكل وضوح، حتى يظهر بشكلٍ واضح للمشاهد الذي سيفهم ما سيفهمه بوضوح.
جزء مهم من الترويج هو ثمن الفكرة. مع وجودنا في عصر بيع الأفكار، فإن الفكرة التي تُباع بسرعة هي الفكرة الواضحة، سهلة الوصول وقليلة التكلُفة. فكلما كان من السهل الوصول إلى فكرتك أو منتجك، أصبح تسويقه أسهل، وأصبح السماع به سهلاً.
إذن، أنشئ جمهورك، ثم قم بتطبيق ما يحلو لك بفكرتك ضمن طريقك نحو الإبداع السرمديّ، مُبتدِئًا بأفضل مما هو موجود الآن، حتى يلفت انتباه الناس. ستكون لديك فرصة في تطويره وتقديمه بصورة ممتازة. والأهم من ذلك، بيعه بصورةٍ جيدةٍ جدًا، لأن الأمر ببساطة يُعد مُنافسة، بل مُنافسة تاريخية. لأنك تنافس في فكرتك كل ما سبق في عالم الأفلام أو عالم الغناء. أو في مجالك بشكلٍ عام.
ثم إننا يومًا ما ستصبح إنجازاتنا تاريخًا، وسوف يتكلم عنا من هم بعدنا. لذا، يجب عليك أن تسعى دائمًا لتحقيق أفضل ما لديك، كي لا تكون تقليديًا. هذا ما يتطلبه تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة .
الخاتمة - ملخص نهائي
عليك أن تتذكر على الدوام أن الأفكار السرمدية ليست سهلة، بل تحتاج وقتًا وجهدًا وتضحية حتى تستطيع إثارة ردة فعل تعطيك إشارة أنك تمضي قدمًا في طريق الإبداع الخالد. و تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة تعتبر سهل ممتنع، ثم عليك أن تتذكر أن إيمانك بشيء، حتمًا سوف ينعكس عليك في عمله وفي النهاية سوف يؤمن به غيرك طالما أنت كنت مؤمن به وأنت تفعله، ما يعني بقاء ولمعان ما فعلته وسط ازدحام العديد من الأعمال الأخرى التي تحاول فعل نفس الشيء ذاته. ومع هذا، فإن فرص النجاح والفشل تعتمد دائمًا على ما تقدمه أنت في البداية وكيف تستقبل التعليقات، وكيف تتراجع عند وجود الخطأ، ما يجعلك صاحب المهمة الأصعب وأفضل شخص يقوم بها.
Comments are closed.