أسئلة شائعة

ـ ما تفسيرك لقلة النتاج الأدبي من هذا الجنس؟

– هذا النوع من الأدب يحتاج إلى عقلية لها مواصفات خاصة. عقلية تستطيع نسج حبكة معقدة وقصة شيقة ومثيرة فيخدع القارىء “بمنطقية” في النهاية. وليس كل الكتاب يمكلون تلك العقلية. لأنها – من وجهة نظري – في حوالي 20% فقط من الكتاب. تلك النسبة هي فقط التي تستطيع كتابة رواية بوليسية.

2 ـ ما هي المحاذير من الكتابة في هذا الجنس؟

– ليست هناك أي محاذير أو قيود، أو من المفترض أن تكون كذلك. لكن في بعض الدول أنتي لا تستطيعين كتابة رواية بوليسية فيها شخصية رجل دولة أو رمز وطني أو ديني. ولا تستطيعين كتابة مشهد حميمي حتى لو كان هذا المشهد ضمن سياق أصيل في حبكة الرواية.

3 ـ ما هي ثمة اختلافات في فنيات كتابة هذه الرواية والرواية الكلاسكية؟

– الرواية البوليسية كما قلت، تحتاج إلى عقلية تستطيع نسج حبكة معقدة، من خلال قصة شيقة، وعقدة تبدو للقارىء أنها لن تحل… وفي النهاية تتفكك تلك الخيوط بسلاسة ومنطقية أمام القارئ الذي ظل يفكر طوال قراءة الرواية في الحلول، وفي النهاية يتفاجأ أن كل ما فكر فيه لم يحدث… بل حدث شيء آخر تمامًا… حينها يكون الكاتب قد نجح. أما في الرواية الكلاسيكية، يغلب عليها طابع الحكي، الحكي الهادئ، سرد مشاعر الشخوص وتفاعلاتهم فيما بينهم، مجرد قصة يرويها الكاتب على لسان الراوي. ومع ذلك يوجد روايات كلاسيكية كثيرة يغلب عليها الإثارة والتشويق.

4 ـ لماذا لا يوجد كاتب عربي يمكن وصفه بأنه متخصص في هذا النوع على غرار أجاثا كريستي؟

– من الخطأ أن يسعى أي كاتب إلى أن يطلق عليه القارئ أنه شبيه بكاتبٍ ما، لأن الهدف الأكبر لأي كاتب هو أن يكون هو، ببصمته الخاصة. وأنا أرى أن هناك كُتَّاب عرب كُثُر رائعين في كتابة روايات بوليسية. 5 ـ حدثنا عن تجربتك الخاصة في التعامل مع هذا النمط من الكتابة. – منذ أن وعيتُ على القراءة، كنت أتمنى أن أكتب رواية مثل رواية “الواجهة” لدكتور يوسف عز الدين عيسى… رواية حبست أنفاسي من الصفحة الأولى إلى أن وصلت لكلمة تمت. وروايات معاصرة مثل روايات غيوم ميسو، دان براون، جي كي رولينج. بعدها انبهرت بالأفلام التي تحمل طابع الإثارة والتشويق، لاسيما “حرب أطاليا” و “ملاكي اسكندرية” و “identity” … إلخ وسألت نفسي؛ هل أستطيع نسج حبكات كهذه؟! هل أستطيع أن أكتب رواية أجعل كل من يقرأها تٌحبس أنفاسه ويتجمد الدم في عروقه؟! … من السهل أن أشاهد فيلم رائع مغمور وأكتبه كرواية. ولكن من الصعب جدًا أن يخلق الكاتب رواية بوليسية بها إثارة وغموض وتشويق من داخل دماغه، من بنات أفكاره، إنه أمر صعب ومرهق ومتعب جدًا. والمتعب أكثر أن يكتب الكاتب رواية وتنجح، فينتظر منه القارئ رواية أخرى ليرى هل سيستطيع الكاتب خداعه وإبهاره أم لا، وهنا عليه أن يكتب رواية أروع، بشكل ما. كل ما فعلته هو أنني وقفت في غرفتي، أمام سبورتي البيضاء، وكتبت جملة واحدة لنفسي “مطلوب منك كتابة رواية بوليسية لا يشوبها ثغرة لتبهر ذلك القارئ وتخدعه” بعدها… أفعل.

جزء من حوار في الموقع الرسمي بـ رويترز

رجوع
Telegram
Messenger
قناة اليوتيوب
Instagram