استطاع فرانز كافكا بجدارة أن يجعلك منذ قراءة أول سطر في رواية التحول، أن تفكر وتتسائل في قرارة نفسك، ماذا سيفعل غريغور سامسا بعدما أصبح حشرة، وماذا سيكون رد فعل أسرته تجاهه، وكيف سيتحول مشاعر كل منهم ناحيته!
وحين تأملت تلك الرواية فقد استطعت تقسيمها إلى ثلاث أقسام”
القسم الأول: علاقة غريغور سامسا بوظيفته، وبرئيسه في العمل.
القسم الثاني: علاقته بأفراد أسرته، وبالأخص أخته.
القسم الثالث: علاقته بنفسه.
ومن وجهة نظري الخاصة، فإنني أعتقد أن فرانز كافكا لا يقصد بـ “التحوُّل” هنا، تحول غريغور سامسا من رجل عادي إلى حشرة على نحوٍ مفاجيء، وإنما تحول عواطف ومشاعر أفراد أسرته تجاهه، لدرجة أنه بدأ يشعر بينهم بالغربة والاغتراب، وهذا هو الشعور الأصعب على الإطلاق، لأن الغربة وسط عائلتك مؤلمة أكثر مليون مرة من الغربة بعيدًا عنهم… وعلى مدار أحداث الرواية يصف لنا التدرج في هذا الشعور وصولاً إلى مصيره المأساوي في النهاية.
Comments are closed.