قصة أغرب سفاح وقاتل متسلسل في تاريخ فرنسا، مارسيل بيتيو
مقدمة لا بد منها
قبل أن أستعرض لكم قصة أغرب سفاح وقاتل متسلسل في تاريخ فرنسا، مارسيل بيتيو، أود أولاً أن أخبركم أنني سعيد جدًا بردود الأفعال غير المتوقعة ، بعد المقال الأولى من سلسلة دفتر أحوال ، التي كانت عن الاختفاء الغامض لأسرة ماكستاي ، ولن تتخيلو كم أسعدتموني في الحقيقة ، ولأن حماسي قد زاد فسوف أضع لكم في آخر هذه المقال سؤال تقني ، إجابته تعتمد على الحدس أو الإحساس ، ارسلوا إجاباتكم إلى بريدي الإلكتروني، والإجابات الصحيحة سأختار منها من سأهديهم جوائز ؛ مثل نسخة من إحدى رواياتي أو روايات لكتاب آخرين أو جوائز أخرى كثيرة ، حتى لو كنتم خارج مصر سأرسلها عن طريق الشحن الدولي.
موضوع المقال
واليوم سأتحدث عن قاتل متسلسل قلما تجده ، لا يتكرر كثيرًا ، قاتل متسلسل قام بأفظع عمليات القتل على الإطلاق ، وعلى مر التاريخ ، ألا وهو ميرسيل بيتيو ، والذي قصته بها ألغاز كثيرة وتفاصيل مثيرة . ونهايته كانت أكثر إثارة وغرابة. ركزوا معي ولا تفوتوا كلمة في هذا المقال ، لأن أدق تفصيلة في قصة هذا الرجل مهمة جدًا ، لا تشغل بالك بأي شيء ، حضر شاي… نيسكافيه… قهوة… ركز جيدًا… هيا بنا
حلقة اليوم سأتحدث فيها عن دكتور ميرسيل بيتيو أو ميرسيل أندريه هنري بيتيو ، جندي ، طبيب ، سياسي ، لص ، مختلس ، تاجر مخدرات وقاتل متسلسل ، ماشاء الله لم يترك أي فعل شر إلا وفعله ، بل وكان يتفنن في فعل الشر ، وقد قرأت كثيرًا عن قتل متسلسلين ، لكن هذا بالأخص ، له سلوك مختلف تمامًا عن الآخرين.
نشأة مارسيل بيتيو ومولده
وُلِدَ ميرسيل بيتيو في 17 يناير 1897 ، منذ نعومة أظافره كان طفل غريب الأطوار ، ويفعل أشياء غريبة ، عدوانية ، على سبيل المثال كان يقتل الحيوانات بعدما يعذبهم ، في إحدى المرات قتل قطة غرقًا ، وكان يتفنن في تعذيب الحيوانات ، أهله حينها لم يعطول الأمر أي اهتمام ، وقالوا هذا شيء عادي لأنه مجرد طفل ، لكنه عندما دخل المدرسة ، ورغم أنه كان ذكي جدًا ، لكن على صعيد آخر كان كل تفكيره في أفعال شيطانية.
الكوارث التي فعلها في صباه
حينما كان في سن الحادية عشرة ، أخذ مسدس والده وذهب به إلى المدرسة ، وحينما دخل الفصل أخرج المسدس وأطلق منه عدة طلقات ، لكن الحمد لله لم يمت أحد ، لكن كانت هناك بعض الإصابات. بعد ذلك تم ضبطه وكان يضايق إحدى زميلاته ويتحرش بها ، في إحدى المرات كان يسير في الشارع ، مارًا بصندوق بريد ، أحضر مفك وفك الصندوق وأخذه بالرسائل التي بداخله ، وجلس يقرأ تلك الرسائل ويطلع على أسرار الناس ، بعد يومين أو ثلاثة أيام تم اكتشاف أنه هو من سرق صندوق البريد هذا ، كان تصرف غريب لصبي مراهق ، أمسكته الشرطة ووجهوا له تهمة سرق وإتلاف ممتلكات عامة ، وقرروا تحويله لمستشفى أمراض نفسية كي يخضع إلى تقييم نفسي ، وبالفعل في المستشفى كتبوا تقرير عنه أنه لديه مشاكل نفسية ، ويعاني من أمراض عقلية ، بعد ذلك أسقطوا عنه كل التهم التي وجههوها إليه…
التحاقه بالجيش الفرنسي
مارسيل بيتيو خلال مسيرته الدراسية تم طرده كثيرًا ، وتم فصله أيضًا ، لأنه كان طالب مؤذي وليس مريحًا ، ولا تعرف حين يكون بجانبك ما المصيبة التي سيفعلها ، المهم هو أنه بالكاد قضى فترة دراسته ، وبعدما أنهى تعليمه في 1915 تطوع في الجيش الفرنسي ، والتحق بالخدمة في أوائل عام 1916 ، وكانت الحرب العالمية الأولى تدق الأبواب ، لكنه بعدما التحق بالجيش شارك في معركة “آيسن” ، ولم يكد الفرنسيين يبدؤوا الحرب حتى أصيب حينها باختناق نتيجة تعرضه لغاز كثيف ، بدأ يتشنج ودخل في إغماء ، وحينما استفاق بعد قليل بدأت تظهر عليه حالات انهيار عصبي وتشنجات ، وبدأ يفعل أشياء غريبة.
طرد مارسيل بيتيو من ساحة الحرب
القادة في الجيش شعروا أنه سيربكهم ويشغلهم عن الحرب ، فقاموا بشكره وأخبروه أنهم لا يريدوه معهم في أي حرب ، وطلبوا منه أن يظل في المعسكرات ، لا يفعل أي شيء مطلقًا سوى الجلوس على السرير ، لكنه لم يفعل…! وقد قام بفعل أشياء غريبة وليست مفهومة ، سرق متعلقات زملائه ، بطاطين ، مستلزمات إسعافات وإغاثة ، مورفين وما إلى ذلك. لدرجة أنه كان يسرق المؤونة ، وحتى رسائل زملائه سرقها ، وسرق أيضًا محافظهم وصورهم وصور أهاليهم…!
إيداع ميرسيل بيتيو في السجن ثم تسريحه
قرر القادة أن يودعوه في سجن أورليانز ، وهناك خضع للكشف الطبي للتأكد من سلامة قواه العلقية ، وقال الأطباء أن ما يفعله نتيجة لأمراض نفسية وعقلية ، ومن المستحيل أن يكون هذا الشخص طبيعيًا وسويًا. ظل فترة في مستشفى الأمراض النفسية ، ولكن بعد فترة عاد إلى الجيش بدون سبب . لكنه لم يجلس هادئًا ، بل أمسك سلاحه وأطلق على قدمه رصاصة وأُصيبْ وذهب إلى المستشفى ، وفي رواياتٍ أخرى يقال أنه استخدم قنبلة يدوية ، المهم هو أن قائد الجيش أقسم أنه لن يظل معهم في معسكرات الجيش ولو ثانية واحدة . وقاموا بتسريحه ، بل وقرروا إعطاءه معاش تقاعد وطلبوا منه ألا يريهم وجهه مرة أخرى…!
مسيرة مارسيل بيتيو في الطب
مرت الأيام والسنين وانتهت الحرب ، والتحق مارسيل بيتيو ببرنامج يدعى ” البرنامج المعجل المخصص للمحاربين القدماء” . وهذا البرنامج غريب جدًا ، يعطي للملتحقين في نهايته شهادة تثبت أنه طبيب ، خلال ثمانية أشهر فقط لا غير ، وهذا يعني أن أي شخص يمر بهم والتحق بهذا البرنامج يصبح طبيبًا بعد ثمانية أشهر ، وهذا ما فعله بيتيو ، وعاد بعدها إلى مستشفى الأمراض العقلية بمدينة “إيفرو” مرة أخرى ، ليس كمريض ، لا ، كمتدرب ممارس… أو بمعنى أدق… كطبيب.
بداية شهرة ميرسيل بيتيو
اشتهر حينها بين الأوساط كطبيب ماهر ، في بلدة تدعى “فيلنوف سوغيو” وبداعي أنه طبيب كان يأخذ من الحكومة كميات كبيرة من الأدوية ، والتي كانت مساعدات مجانية للمرضى ، لكنه كان يبيعها لهم ، ليس هذا وحسب ، بل كان يسرق منهم أيضًا . علاوة على أنه كان يتاجر في المواد الطبية المخدرة ، بالإضافة إلى أنه كان يجري عمليات إجهاض غير قانونية ، ولم يترك أي فعل شر إلا وقام به .. ولكن كل الشر الذي فعله لا يمثل 1% من الذي سوف يفعله فيما بعد على الإطلاق …!
أول ضحية للقاتل السفاح مارسيل بيتيو
في عام 1926 شعر بيتيو بالملل من فعل الكوارث الصغيرة ، وقرر احتراف الشر ، حينها كان لديه مريضة مسنة يعالجها ، وكانت تذهب إليه مع ابنتها التي تدعى “لويزا ديو لا فو” ، أعجب بها ، وأعجبت به ، وقامت بينهما علاقة ، وكانت أول علاقة حب لمارسيل بيتيو ، وكانت أيضًا أول ضحاياه ، اختفت لويز فجأة وظلت هكذا مختفية لمدة كبيرة ، إلى أن وجدت الشرطة جثة في مكانٍ ما داخل صندوق ، وقد رأوه بعض الجيران في وقتٍ سابق يحمل صندوقًا شبيهًا بهذا الصندوق ، بلغوا الشرطة بذلك ، ولكن الجثة كانت مشوهة ، ولم تستطع التعرف على صاحبتها ، ولم يملكوا أدلة كافية لإدانة بيتيو ، والذي أنكر بالطبع حين استجوبوه. فأغلقت الشرطة ملف “لويز” ، واعتبروا الموضوع ليس إلا فتاة هربت وحسب…
ترشح القاتل المتسلسل مارسيل بيتيو في الانتخابات
بعد ذلك تقدم بيتيو في انتخابات بلدة “فيلنوف سوغيو” ، مستغلاً بالطبع أنه محبوبًا وسط العامة ، ولما لا وهو الذي يوزع عليهم مخدرات؟! … كان لديه غريمًا في الانتخابات يحاول بشتى الطرق أن يمنع الناس من انتخابهم بيتيو ، لأنه ليس مريحًا ، لكن بيتيو أرسل له أشخاصًا يوم إلقاء كلمته ؛ كي يفسدوا عليه المؤتمر وبالفعل تلجلج غريمه في النقاش السياسي في كلمته الانتخابية ، وبيتيو هو الذي فاز ، بل وبعدما فاز في الانتخابات اختلس أمول الناخبين الذي أعطوا صوتهم له. كان هذا في عام 1927.
زواج القاتل المتسلسل ميرسيل بيتيو
في هذا الوقت فكر في الزواج ، وبالفعل تزوج من سيدة تدعى “جورجيت لابلييه” بعدها أنجبا طفلاً يدعى “جيرارد” … وبعد عامين أو ثلاثة أعوام بدأ يتقدم ضده شكاوى كثيرة على إنه لص ونصاب ومختلس ، ويمارس أفعال مشبوهة ، بناء على ذلك تم فصله من منصبه ، لكن الناس كانت تحبه بالطبع ، وثاروا حينها مطالبين عودته مرة أخرى لمنصبه ، فعاد بالفعل ولكن على منصب آخر ؛ كمستشار لبلدة تدعى “يون ديباغتمو” ، لكنه لم يجلس ساكنًا ، بل قام بسرقة المعدات التي تمد البلدة بالكهرباء ، فتم فصله بشكل نهائي. فترك لهم البلدة كلها وسافر إلى فرنسا ، العاصمة. وهناك بدأ يفكر في أشياء شيطانية أخرى ليملأ وقت فراغه ، خصوصًا بعدما شعر أن قتل الفتاة “لويزا” أعجبه ، وشعر حينها بالاستمتاع…!
استغلال مارسيل بيتيو للحرب
وبحلول عام 1940 بدأت الحرب العالمية الثانية ، حينها قرر بيتيو أن يستغلها على أكمل وجه ، ألمانيا النازية هزمت فرنسا شر هزيمة ، واحتلتها. بدأت حينها الحكومة في تجنيد الناس إجباريًا ، استغل بيتيو أنه طبيب وبدأ يبيع للناس شهادات طبية تثبت إعاقتهم كي لا يتم تجنيدهم ، وأي شخص يعود من الجيش مصابًا كان يبيع له مواد مخدرة بشكل مفرط ، وبدأ يربح ويجمع الأموال من كل صوب وجهة ، إلى أن انكشف أمره وتقدم للمحاكمة التي حكمت عليه بغرامة قدرها 2400 فرنك.
إدعاء مارسيل بيتيو أنه ثوري ومناضل
بعد قليل ارتدى رداء الرجل الثوري المناضل ، وأدعى أنه بطل شعبي وقومي ، وقام برئاسة مجموعة من الأشخاص يمثلون المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال ، وأدعى أنه اخترع سلاح سري يستطيع أن يقضي على أي جندي ألماني دون ترك أي دليل . وأدعى أيضًا أنه زرع أفخاخ وألغام في أنحاء كثيرة بفرنسا ، لاستهداف جنود الاحتلال. في فترة الاحتلال تلك ، ارتكب عدة جرائم قتل ، وقام بتكوين منظمة إجرامية ومركزًا للنشاط الإجرامي المربح ، في هذه الفترة قابل شخصًا يهوديًا يريد مغادرة فرنسا هربًا من النازية ، فأخبره ألا يقلق ، وأنه يستطيع إخراجه وإرساله إلى الأرجنتين في أمان وسلام ، قال نفس الكلام ليهوديًا آخر ، وثالث ، ورابع. وقام بتجميع مجموعة كبيرة من اليهود ، طالبًا منهم مبالغ مالية كبيرة ، ليس هذا وحسب ، فقد طلب منهم كل أموالهم وذهبهم وأي ممتلكات غاليه عليهم ، وأخبرهم أنه سوف يرسلها لهم حينما يصلوا إلى الأرجنتين.
فكرة شيطانية سينفذها السفاح المتسلسل مارسيل بيتيو
صدقوه الناس وبالفعل أودعوا في منزله كل ممتلكاتهم الثمينة ، وقالوا له ها نحن قد نفذنا كل طلباتك. نريد أن نهرب من تلك الحرب ، فقال لهم حسنًا ، ولكن هناك شيئًا أخيرًا ، فالسلطات الأرجنتينية تطلب بعض الأوراق الروتينية ، كي يضمنوا أنكم كلاجئين لا تحملون أي أمراض . وطلبوا أن تأخذوا لقاح لذلك ، فوافقوا على الفور وسألوه أين سيأخذوا هذا اللقاح ، فقال لهم متهكمًا ” هل نسيتم أنني طبيب؟!” ثم حدد لهم موعد كي يذهبوا له ليأخذوا اللقاح ، والذي لم يكن في الأصل لقاحًا ، بل سيانايد . كان يفعل كل ذلك تحت اسم مستعار ، دكتور أوجينييه … دكتور أوجينيه.
ضحايا كثيرين
كل ذلك كان بالتعاون مع ثلاثة أشخاص جندهم لحسابه ، أساميهم “راؤول فوغيه وإدموند بينتاغد وغينيه جوستاف نيزوديه” ، لا داعي الآن من ذكر تلك الأسامي الصعبة…! المهم أن ضحاياه كانوا من الجنود الألمان ، واليهود ، حتى اللصوص لم يسلموا منه. يستدرج ويقتل ويرمي الجثث في نهر السين ، إلى أن شعر أن الشرطة ستكشفه فقرر أن يهدأ قليلاً ولا يذهب إلى نهر السين مرة أخرى كي يلقي فيه جثث ، وبدأ يتخلص منهم عن طريق الجير الحيّ ، اشترى فيللا وخصصها لهذا الموضوع ، يذيب الجثث في الجير الحيّ ، والباقي منهم يقوم بحرقه ، في هذا الوقت كان “الجيستابو” أو البوليس السري قد بدأ يشك فيه ، لكنهم حينما علموا أنه يعمل على قتل الألمان* ، بدؤوا ينظروا إليه على أنه بطل من أبطال المقاومة .
بدء ملاحظة الشرطة الفرنسية لميرسيل بيتيو
لكنهم قبضوا على شركائه الثلاثة ، والذين لم يملكوا أي معلومات يدلوا بها للشرطة ، سوى أنهم يعملون مع سفاح يدعى دكتور أوجينيه ، لكن بعد تحريات كثيرة اكتشفت الشرطة أن أوجينيه ليس إلا دكتور مارسيل بيتيو …! بحثوا عنه في كل مكان لكنه اختفى ، تبخر ، لكنه عاد مرة أخرى في 11 مارس 1944 ، ومارس كل ما كان يفعله من قبل ، مستغلاً الفوضى العارمة في البلد ، والخراب الذي يدب في كل مكان ، نتيجة ويلات الحرب . في هذا الوقت بلغ الجيران الشرطة أن الفيللا الخاصة بدكتور مارسيل بيتيو تخرج منها رائحة كريهة ، بالإضافة إلى أن المدخنة تعمل ليلاً نهارًا ، فقاموا بتبيلغ الشرطة خشية أن يكون أحدهم مات بالداخل ، أو حدثت حريقة ما ، انتقلت الشرطة للمكان ومعهم المطافي .
اكتشاف الشرطة كوارث الطبيب الشيطان مارسيل بيتيو
بعدما دخلوا الفيللا وجدوا كميات كبيرة من بقايا جثث محترقة وذائبة في محاليل جيء حي ، وعظام بشرية ، ورائحة لا تطاق … بالإضافة إلى ممتلكات اليهود الذين تم التخلص منهم . والقبو كان به مجموعة كبيرة من العظام البشرية وجثث مقطوعة الأوصال ، وغرف كثيرة ممتلئة بالموتى ، منهم من تم قتله بدم بارد عن طريق السيانايد ، ومنهم من تم تقطيعه إربًا ، وكان يفعل شيئًا غريبًا جدًا؛ كان يخصص غرفة بها منظار ، يستخدمه في مراقبة الأشخاص الذي يحقنهم بالسيانايد ، ويراقبهم باستمتاع وهم يموتوا ببطء ، وهذا يفسر ما كان يفعله في صغره حينما كان يقتل الحيوانات ، وهذا الموضوع كبر معه وتطور …!
اختباء مارسيل بيتيو
في هذه الفترة بدأت الآراء المتضاربة ، منهم من قال أن بيتيو بطل شعبي ، ومنهم من قال أنه سفاح وقاتل متسلسل ، أما هو فاختفى مرة أخرى ، كل هذه الأخبار انتشرت كالنار في الهشيم في كافة أرجاء فرنسا ، بل وانتقلت أيضًا إلى بلجيكا وسويسرا وكل الدول الاسكندنافية ، خلال السبعة أشهر التالية كان مختبئًا عند أصدقائه ، وفي هذه الفترة استخدم أسماء مستعارة كثيرة جدًا ، وكي يتقن التخفي أطلق لحيته وشاربه ، في هذه الوقت بدأت فرنسا تتحرر من الاحتلال ، كان قد أخبر أصدقائه كذبًا أنه يختبيء من الألمان ، واستخدم اسمًا مستعارًا وكما قلت أطلق شاربه ولحيته ، ركزوا معي فيما هو قادم لأنه يحتوي على مفاجأة رائعة…
بداية النهاية للقاتل المتسلسل مارسيل بيتيو
بعدما أطلق لحيته وشاربه ، في هذا الوقت كان هناك شخصًا يدعى “هنري فاليريه” انضم للقوات الداخلية الفرنسية FFI ، وكانت رتبته نقيب مسؤول عن مكافحة التجسس واستجواب السجناء ، وكانت فرنسا كلها تبحث عن مارسيل بيتيو ، وكانوا يريدون ضبطه وإحضاره في أسرع وقت ، لأنه قاتل متسلسل مجنون طليق ، وطالما هو طليق هكذا سوف يقتل أكثر وأكثر ، وتم تجنيد عدة أشخاص في الداخلية كي يضبطوا ويحضروا مارسيل بيتيو ، من ضمن هؤلاء الذين تم تجنيدهم كان النقيب “هنري فاليريه” والمفاجأة هنا هي أن هنري هذا هو نفسه مارسيل بيتيو …! ، والذي كان متخفيًا وقد غيَّر شكله وهيئته تمامًا كما قلت.
تفرغ الشرطة الفرنسية له
بعد تحرير فرنسا وأصبحوا متفرغين ليس وراءهم مهمة سوى القبض على القاتل المجنون ، والطبيب الشيطان ميرسيل بيتيو ، راقبوا زوجته وأخيه وكل الأشخاص الذين من المرجح أن يكون لهم صلة بدكتور ميرسيل بيتيو ، وحتى أخوه ضبطوه وكان معه حقائب سفر كيرة جدًا ، وهذه الحقائب من المرجح أن تكون خاصة باليهود الذين تم قتلهم من قبل ، وهذه الحقائب قد استخدموها فيما بعد كأدلة على جرائم بيتيو.
القبض على مارسيل بيتيو
بعد البحث والتحريات أخيرًا تم القبض على الطبيب الشيطان؛ ميرسيل بيتيو ، في إحدى محطات القطار بفرنسا ، وكان معه مسدس باهظ الثمن ، حوالي 30 ألف فرنك ، بالإضافة إلى خمسين بطاقة هويّة ووثائق مختلفة بأسماء مستعارة ، خبر القبض عليه حاز على اهتمام كل الناس ، ليس فقط في فرنسا ، بل وخارج فرنسا أيضًا .
محاكمة القاتل المتسلسل مارسيل بيتيو
كانت محاكمة ميرسيل بيتيو في 19 مارس 1946 محط أنظار واهتمام الجميع ، وفي الحقيقة كانت تلك المحاكمة خفيفة الظل في أوقات متعددة ، كان أي سؤال توجهه المحكمة له يرد عليه بيتيو بسخرية لاذعة وتهكم ، بل وفي إحدى المرات أثناء استجوابه استغرق في النوم ..! المهم أن المحكمة واجهته بكل الجرائم التي قام بها ، وأنه قتل فيما يقرب من 27 شخص ، لكنه أنكر … أنكر تمامًا ، وقال أنه قتل أكثر من 60 شخص ، لكنهم كانوا يستحقون ذلك ، لأنهم أعداء فرنسا ، وأنه كان بطل مقاومة. كان لديه قدرة غير عادية على الإقناع ، والعديد من الناس صدقوا أنه بالفعل بطل شعبي ، لكن المحكمة لم تصدقه ، ولم تتأثر بخطبته العصماء التي ألقاها في المحكمة ، وبعد سرد كل الاتهامات التي وجهتها له المحكمة ، حكمة عليه بالإعدام ؛ عن طريق المقصلة .
موقف طريف يوم تنفيذ حكم الإعدام في ميرسيل بيتيو
والطريف هنا هو أن يوم تنفيذ حكم الإعدام كانت المقصلة لا تعمل وتحتاج لبعض الإصلاحات ، بناء عليه تم تأجيل تنفيذ حكم الإعدام يومين أو ثلاثة أيام إلى أن تم إصلاحها … وفي يوم 25 مايو 1946 تم تنفيذ الحكم ، وتم دفنه في مقبرة إيفري الشهيرة ، والتي كانت مخصصة للمحكوم عليهم بالإعدام ، هذه المقبرة لها قصة غريبة سوف أخصص لها حلقة كاملة …
مصادر يمكنك الإطلاع عليها للاستزادة
قصة ميرسيل بيتيو مليئة بتفاصيل كثيرة ، وقد حاولت اختصارها قد الإمكان ، لكن إن أردتم معرفة المزيد عنها ، تستطيعوا الاستعانة برواية اسمها ” La tête sur les épaules للكاتب هنري ترويات ، وهذه الرواية ليست جيدة بالمناسبة ، وليست مترجمة أيضًا . تستطيعوا أيضًا مشاهدة فيلم Docteur Petiot
لمعرفة المزيد...
إن أردتم قراءة المزيد عن قصص القتلة المتسلسلين أو كورس تقنيات فن كتابة كتابة الرواية ، استكملوا تصفح هنا في موقعي الرسمي ، وسوف تجدون مقالات بها تفاصيل أكثر ، لأنني أرسل إلى الشباب القائمين على الموقع محتوى ينشروه هناك أولاً بأول ، سوف تجدون في موقعي مقالات ثقافية كثيرة عن كيفية كتابة مقال مشوق ، سوداوية كافكا ، تقنية بندقية تشيخوف ، كيفية صنع البلوت تويستات في الرواية ، وأشياء أخرى كثيرة ، ومحتوى ثري. وانتبهوا إلى أن الموقع الرسمي الوحيد لي هو هنا www.amiratef.com لأنني في الآونة الأخيرة وجدت عدة مواقع مزيفة.
وعلى صعيد آخر؛ لا تنسوا أن تشاهدوا المقال السابق عن قصة الاختفاء الغريبة والعجيبة والغامضة لأسرة ماكستاي ، وإذا كنت مهتمًا بالكتابة وكورس كيف تكتب رواية ، ستجدوه على قناتي في اليوتيوب ، أو ادخل هـــنـــا.
ولا تنسوا الإعجاب والمشاركة. وتأكدوا إنكم مشتركين في القناة وتفعيل زر الجرس ، لأنني في الفترة القادمة سوف أقدم محتوى قري جدًا ، وسأقدم كل ما هو مشوق ، مثير وغامض.
جميع المصادر وحقوق الصور المستخدمة في المقال ستجدوها في الأسفل…
سؤال المقال
والآن … حان وقت السؤال … لو أن شخص ما لديه 25 عام ، اتهمته المحكمة بقتل شخص ما ، وكل الأدلة أشارت أنه مدان ، والشهود شهدوا ضده ، وتم الحكم عليه بالمؤبد ، وخرج بعد 20 سنة ، أي أنه سيكون عمره 45 سنة ، وقد وجد الشخص الذي اتهم بقتله ، ووجده حي أمامه يرزق ، وقد وجد أن عمره ضاع في السجن بتهمة ظلم لم يفعلها ، فقتله بالفعل. هل يتم سجنه مرة أخرى؟ سأنتظر إجاباتكم في التعليقات وسوف أقرأها كلها ، وكما قلت لكم ، ارسلوا تعليقاتكم والإجابات الصحيحة علىى صفحتي وسوف أختار منهم أشخاص سأعطيهم جوائز مثل نسخة من إحدى رواياتي أو روايات لكتاب آخرين ، أو جوائز أخرى ، حتى لو كان الفائز خارج مصر سأرسل له هديته عن طريق الشحن الدولي …
أراكم دائمًا على خير … أمير عاطف
Comments are closed.